تَسَرُّعُ نبضاتِ القلب.. متى يهدِّدُ الحياة

10 مارس، 2019  العدد الرابع
القلبُ مركزُ الحياةِ في جسمِ الإنسان، فهذهِ العضلةُ التي تتوسطُ الصدر هي المسؤولةُ عن ضخِ الدمِ إلى كافةِ أعضاءِ الجسم، وأيُّ خللٍ في عملها مهما كان بسيطاً قد يُشكِّل خطراً على الحياة.
ويختلفُ عددُ نبضاتِ القلبِ لدى الإنسانِ باختلافِ الجنسِ والعمر، فعددُ نبضاتُ قلبِ الطفل في أعوامهِ الأولى يكونُ أكبر من عددٍ نبضاتِ قلبِ الإنسانِ البالغ، كما أنّ نبضاتِ قلبِ المرأة أسرعُ من نبضاتِ قلبِ الرجل.
يُعدُّ تسَرُعُ نبضاتِ القلبِ أو ما يُعرَفُ بمصطلحِ (رفرفةِ القلب) (Palpitations) حالةً فيزلوجيةً تتسبّبُ بسرعةٍ زائدةٍ في عددِ نبضاتِ القلب، حيثُ ينبضُ القلبُ أسرع من الوضعِ الطبيعي في حالةِ الراحة، حتى أنّ الشخص يصبحُ قادراً على سماعِ صوتَ دقاتِ قلبهِ بقوةٍ داخلَ صدره، أو في حلقهِ، أو رقبتهِ.
وتسَرُع القلبِ هو نوعٌ شائعٌ من حالاتِ “اضطرابِ النَظمِ القَلبي” يحدثُ عندما يتعدّى نبضُ القلبِ في حالةِ الراحةِ عندَ البالغين (100) نبضةٍ في الدقيقة، وغالباً ما يكونُ غيرَ ضارٍ ويختفي تلقائياً إذا كان سببهُ طَبيعياً أو عَرضياً، إلّا أنّهُ في بعضِ الحالاتِ المَرضيةِ يكون خطيراً ومُهدِّداً للحياة، ويحتاجُ لعلاجٍ فوريٍ ومتابعةٍ طبيةٍ مستمرةٍ، فهو قد يتسبّبُ بفشلٍ في القلب أو سكتةٍ دماغيةٍ أو توقفٍ مفاجئٍ في القلبِ يؤدي إلى الوفاة.
ومن الطبيعي أنّ يرتفع معدلُ ضرباتِ قلبِ الإنسانِ عندَ بذلِ جهدٍ معيّنٍ زائدٍ عن حالةِ الراحة، كالتمارينِ الرياضيةِ مثلاً، وعندها يكونُ تسَرُع نبضاتِ القلبِ استجابةً فيزيولوجيةً طبيعيةً للإجهادِ أو المرضِ أو التعرضِ لصدمةٍ نفسيةٍ، وفي هذهِ الحالاتِ يكون تسَرُعُ القلبِ طبيعياً.
المسبباتُ الشائعةُ للتَسَرُعِ الطَبيعي لنبضاتِ القلبِ:
-تناولُ الكافيين بكمياتٍ كبيرةٍ، كالشاي والقهوة ومشروباتِ الطاقةِ وبعضُ أنواعِ المشروباتِ الغازية.
-ارتفاعُ معدلِ النيكوتين في الجسمِ بسببِ التدخين المُفرِط.
-إدمانُ الكحولِ والمخدرات.
-الحالاتُ النفسيةُ المضطَرِبةُ كالذُعرِ، والبكاءِ الشديدِ، والقلقِ والتوترِ، والحزنِ والفرحِ الشديدين.
-تناولُ بعضُ أنواعِ الأدويةِ كأدويةِ علاجِ الغدةِ الدرقيةِ والحساسيةِ والربو.
-التمارينُ الرياضيةُ العنيفةُ عاليةُ الشِدَة.
-الإرهاقُ والتعبُ المُزمِن للجسم.
-التعرضُ لحالاتٍ صحيةٍ غيرِ طبيعيةٍ كالجفافِ ومرضِ ضغط الدمِ ومرض السكري.
-اضطراباتُ مستوى الهرموناتِ في الجسمِ المَرضي المَنشأ، أو الطبيعي كحالةِ الحَملِ.
-تناولُ بعضِ المكملاتِ العشبيةِ أو الغذائيةِ، مثل إكليلِ الجبل.
الأسبابُ المَرَضية لتسَرُعِ نبضاتِ القلب:
الأسبابُ الناتجةُ عن أمراضٍ معيّنةٍ تؤدي إلى تَسرُعِ نبضاتِ القلبِ كثيرةٌ ومختلفةٌ، أكثرها شيوعاً الأسبابُ التالية:
أسبابٌ ناتجةٌ عن مشكلةٍ في عضلةِ القلب، أو مشكلةٍ في صماماتِ القلب، أو فشلٍ في القلب، مرضُ الشريانِ التاجي، اضطراباتُ كهربائيةِ القلب، أمراضُ القلب الخَلقية.
أنواعُ تسَرُعِ القلبِ غير الطبيعي:
-الرجفانُ الأُذيني: وهو النوعُ الأكثرُ شيوعاً من تسَرُعِ القلب، وغالباً ما يحدثُ لدى الأشخاصِ المصابين بتشوهاتٍ بُنيويةٍ في القلب.
-الرجفانُ البُطيني: يتسببُ بتوقفِ القلبِ عن ضخِ كميةِ الدمِ اللازمةِ للجسم، وقد يؤدي إلى الوفاةِ إذا لم يَستَعِد القلبُ وضعهُ الطبيعي خلال دقائقٍ معدودةٍ، وغالباً يحتاجُ القلبُ لصدمةٍ كهربائيةٍ لإزالةِ الرجفانِ واستعادةِ حالتهِ الطبيعية.  
-الرفرفة الأُذينية: قد تكونُ حالةً عَرضيةً تزولُ تلقائياً دون علاجٍ، أو تحتاجُ علاجاً في بعضِ الحالات.
-تسَرُعُ القلب البُطيني: يحدثُ أحياناً لفترةِ ثانيتين فقط ويمرُ دون التسببِ بأضرارٍ للقلب، ولكن في حالةِ طالت المدةُ لعدةِ ثوانٍ قد يتحولٍ إلى وضعٍ خطيرٍ مهدِّدٍ للحياة يحتاجُ لعلاجٍ فوريٍ مباشرٍ.
-تَسرُعُ القلب فوق البُطيني: سببهُ غالباً عيبٌ خَلقيٌ غيرُ طبيعيٍ في القلب منذ الولادة.
    أعراضُ تسَرُعِ القلبِ غير الطبيعي:
غالباً لا يعاني أغلبُ الأشخاصِ المصابين بتسَرُع القلبِ من أيّةِ أعراضٍ واضحةٍ، ويعيشون حياةً طبيعيةً بالكامل، ولا يتمُّ اكتشاف المشكلةِ إلّا عندَ حدوثِ نوبةٍ يُجرى على إثرِها تخطيطٌ لكهربائيةِ القلب.
وبشكلٍ عامٍ تتلخصُ أعراضُ الإصابةِ بنوبةِ تسَرُعٍ في القلب بعدّةِ أعراضٍ أهُمها:
-ألمٌ في الصدر يستمرُ لأكثر من عدةِ دقائق.
-ضيقٌ في التنفس.
-ارتفاعٌ في معدَل سرعةِ نبضاتِ القلب ورفرفةٌ في الصدر.
-دوار.
-فقدانُ الوعي والإغماء.
وللأسفِ ليس هناك حلٌ جذريٌ للوقايةِ من تسَرُعِ نبضاتِ القلب، ولكنّ اتباعَ نظامِ حياةٍ صحيٍ ونشيطٍ بعيداً عن الضغوطاتِ النفسيةِ والإجهادِ الجسدي والتوتراتِ الحادّةِ، يستطيعُ أن يُجنِّبَ القلبَ الإصابةَ بحالاتِ التسَرُعِ الخطيرةِ عموماً، كما أنّ ممارسةَ الرياضةِ واتباعَ نظامٍ غذائيٍ سليمٍ والحفاظَ على وزنٍ معتدلٍ، كلها عواملٌ تلعبُ دوراً هاماً في تقليلِ خطرِ الإصابةِ بتسَرُعِ القلب، ومن الهامِ جداً أيضاً الإقلاعُ عن التدخينِ والكحولِ وتناولِ الأدويةِ العشوائي دون وصفةٍ طبيةٍ، وفي حالِ وجود مرضٍ كضغطِ الدمِ أو السكري يجب الالتزامُ بالخطةِ العلاجيةِ وبالتوقيتِ الزمني اليومي لكلِ نوعٍ من الأدويةِ الموصوفةِ من قِبلِ الطبيب، وفي حالةِ وجودِ مرضٍ في القلبِ يجبُ اتباعُ العلاجِ بدقةٍ والقيامُ بالمراقبةِ الدوريةِ لدى الطبيبِ المختَص.

Comments

Popular posts from this blog

The paintings from Minecraft were first real paintings.

30+ Hilariously Relatable Illustrations About The Struggles Of Raising A Baby

iTunes Flash is Available on 3uTools Now!